الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ
عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي السعودي

 السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاك الله خير الجزاء لما تقدمه للناس من نصائح و وفقك الله لما يحبه و يرضاه  ورزقك فسيح جناته، وبعد أنا يا شيخ فتاة أبلغ من العمر 28 سنة أخجل من نفسي كثيرا لأنني اقترفت جميع أنواع  الذنوب وأعلم أن الله غفور رحيم ويغفر الذنوب جميعا لكن هذا الأمر يخيفني، أخاف أنه باعتمادي على رحمتي الله لا أصدق في توبتي وأكون من الناس الذين يظنون أنهم يحسنون صنعا وأننا اهتدينا وتبنا ولكن في الآخرة أكون من الخاسرين. فانا أقلعت عن الذنوب وعزمت ألا أعود لها لكن تبقى لي مسألة الندم فأنا لا أعرف كيف أعبر عنه، حتى انه في بعض الأحيان أشك هل أنا نادمة على ذنوبي أم لا وكلما حاولت أن أتقرب إلى الله تصيبني الوساوس( ذهبت إلى طبيبة نفسية وقالت لي انني اعاني من اكتئاب ووسواس قهري و بدأت بالعلاج و الحمد لله) وأتكاسل و أترك الصلاة  لكن رغم كل هذا أنا متأكدة من انه لا إلاه إلا اله وأن محمد رسول الله وأنني لا أريد أن أكون كافرة و لا أن أموت على كفر. لهذا قررت أن أبدأ من جديد وأركز على الحاضر و المستقبل وعلى أن أصدق في توبتي و أن أنسى الماضي كله حتى أنني تخلصت من كل شيء يربطني و يذكرني به كالأصدقاء ودفتر ذكرياتي وصوري وكل شيء حتى ذنوبي لكن هذه الأخيرة لا يمكن نسيانها هكذا ربما لها بعض التبعات التي لا بد منها لكي تبرأ ذمتي، سأسردها واحدة تلو الأخرى وأطلب من الله عز و جل أن ترشدني وتوجهني، أعتذر على الإطالة وعلى ركاكة الأسلوب.
1_ أعتقد انني قمت في صغري  بسب  أو السخرية من أحد أسماء الله الحسنى (استغفر الله العظيم). في لغتنا العامية لدينا كلمة سب قريبة من اسم الرزاق يكفي ان تغير حرف واحد فقط، فذات يوم كنت أتمشى مع صديقتي  وذكرت اسم جارنا عبد الرزاق وبسرعة البرق قالت صديقتي عبد “الكلمة” فضحكنا و أكملنا طريقنا دون أن ننتبه لتركيب الجملة و دون أن نعي أو نعلم أو نشعر أننا قمنا بسب الله عز وجل أو السخرية حتى أننا لم نكن نقصد لا السب ولا الاستهزاء هكذا حدث الأمر أكملنا طريقنا وكأننا قلنا جملة عادية. و مرت حوالي 15 سنة وتذكرت هذا الأمر حديثا والله العظيم لم نكن نقصد السب كان عن غير قصد رغم أنني تبت إلا انني أخاف كثيرا من هذا الأمر فالله سبحانه وتعالى قال في الذين يستهزؤون بالدين بأنهم كفار فكف من سب الله و العياذ بالله.
وهناك حادثة شبيهة لها كنت أحفّظ جدي سورة الكافرون  إلا انه لكبر سنه لم يستطع وكان يقلب لي الآيات فضحكا معا على هذا الامر، وعندما عدت للمنزل قصصت الأمر لأختي وقلدت لها بالضبط ما فعل جدي حتى كيفية قلبه للآيات و قد أكون بالغت قليلا في التقليد  وضحكنا معا. عندما أفكر في هذا الأمر أجد نفسي أنني قد أكون استهزأت بالقرآن رغم أنني لم أقصد الاستهزاء بالقرآن ولا حتى بجدي كنت فقط أريد أن أضحك واحكي ما حدث لجدي، فهل هذا الفعل كفر و مخرج من الملة؟
غير هذا وجدت أنه في لغتنا العامية ألفاظ نتلفظ بها دون أن نشعر أنها كفرية. فهل في هذه الحالة نكون كفرنا و نحن لا نعلم؟ و ماذا عن الصلاة و العبادات التي نقوم بها في هذه الحالة هل هي غير مقبولة؟
هذه الذنوب صدرت مني وأنا بالغة يعني لست طفلة.
2_ منذ صغري وأنا أعيش في أحلام اليقظة في أي وقت تجدني أحلم وأعيش دور شخصية ما…المهم أنه بعد البلوغ قرأت كتاب أسرار غرفة النوم فبدأت لدي التخيلات الجنسية وبدأت أعيش معها و أحلم بها في كل وقت واستمريت على هذه الحال  حوالي 6 سنين ولم اكن أعرف وقتها أنها هذا استمناء أو ما يسمى بالعادة السرية أو حتى انه هناك مني ينزل أو مذي أو ما شابه لم أكن أعلم شيء ولم أكن ألاحظ شيء كنت فقط أفكر في الجماع وما شابه و كانه أمر عادي (فقط أفكر لا أستعمل لا يدي ولا ماء و لا أية أغراض أخرى) وكنت أصلي و أصوم وأقرأ القرآن دون اغتسال هذا إذا نزل مني فانا أشك في نزوله لأنني لم أكن أحس برعشة او فتور بعد التفكير  في الجماع وبعد أن عرفت صفات المني لم يسبق لي و ان شاهدتها في ملابسي  والله أعلم، وإذا لم ينزل مني فالأرجح انه نزل مذي وهذا الاخير أيضا لم أكن اتوضأ منه أو أنظف ملابسي منه.
وبعدما علمت حكمها و حرمتها لم استطع ترك التفكير فيها ( فالتفكير لدي عادة حتى وانا أكتب الآن أفكر أنك تجيبني وأتخيل الجواب… وفي كل مرة أتعوذ بالله من الشيطان الرجيم… كما انني أقاوم أحلام اليقظة و أحاول عيش الحاضر لهذا أريد نسيان الماضي كله لأن نصفه عشته في الذنوب والنصف الآخر في الأحلام) وبدأت أمارسها أيام الدورة الشهرية، ثم بعدها بدأت أتكاسل وأترك الصلاة بسبها لكني تبت منذ مدة ولم أعد لها أبدا. وبدأت أبحث في الفتاوى الموجودة على النت حول ما علي فعله اتجاه الصلاة والصوم الذين فرطت فيهم واستنتجت، لم استفت أحدا أو أي عالم فقط استنتجت من الفتاوى المشابهة لي بأنه من الأحوط  لي إعادة الصلاة والصوم. فبدأت بإعادة الصلاة والصيام لكن لم أستطع أن أوفق بين صيام التطوع وصيام الفوائت وكذا بين صلاة الفوائت مع الفرائض و السنن (فأنا بعد توبتي التزمت بالمحافظة على الصلاة بالإضافة للسنن الرواتب والضحى وحفظي للقرآن فحفظت لحد الآن 5 أحزب كما بدأت أنصت للمحاضرات وبدأت بقراءة كتاب صفة صلاة النبي للألباني رحمه الله لأنه كانت لدي أخطاء في الصلاة و الوضوء المهم أنه بدأت أهتم بالدين و ما يجب علي فعله و قاطعت الافلام و المسلسلات والأغاني و المحرمات و مواقع التواصل الجتماعي و غيرها….) فبدأ البحث من جديد عن حل آخر. ووجدت أنه هناك علماء موثوقون يقولون بأنه من استمنى وصلى و صام و هو جاهل بالغسل ليس عليه شيء، فقررت أن آخذ برأيهم وأن لا أعيد الصلاة و الصيام الذين فرطت فيهم. لكن بدأت توسوس لي نفسي من جديد أنني على خطأ و انني انتقلت من حكم لآخر فقط لأنه سهل وليس لأنه الأصح لهذا عندما رأيتك في قناة الرسالة و رأيت سيرتك الذاتية وعلمك قررت أن أستفتي هذه المرة في كل مسائلي وأوضح أموري لكي تكون بداية موفقة وصحيحة إن شاء الله. فلو سمحت يا شيخ ماذا أفعل في هذه المسألة؟ وهل أعيد صلاة وصيام ست سنوات؟
3_ في أول عام وجب علي الصيام فيه أفطرت عمدا 9 أيام، كنت أخجل من صديقاتي و كنت أكذب عليهن حول وجوب الصيام علي، وبعد 15 سنة أعدت صيام هذه الأيام وكنت انوي أنه عندما يصبح لدي المال أخرج كفارة التأخير. لكن حسب ما رأيت من علماء موثوقين في النت أنه من ترك الصيام والصلاة عمدا بغير عذر لا يعيدهم لأن وقتم فات ولا شيء يعوضهم. فأنا حائرة فقد أعدت تلك الأيام فهل أخرج كفارة التأخير أم ماذا أفعل؟
4_ عندما كنت صغيرة ، كنت غشاشة، وغششت أكتر من مرة في عدة مسابقات فقط لكي أربح الجائزة، وعندما كبرت ندمت على أفعالي وتبت إلى الله حتى إنني طلبت السماح من إحدى المشرفات على أحد المسابقات وسامحتني وقالت لي أن ذالك كان عقل طفل وانسي الموضوع …لكن هناك مشرفة أخرى لا أستطيع الوصول لها انتقلت لمدينة أخرى ولا أعرف كيف أصل لها لأطلب منها السماح وأستحلها فيما أخذت كما أنني لا أستطيع أن أرجع الجوائز لأنني أفسدتها. فماذا أفعل؟ و هل يجوز لي أن أقدر ثمن الجوائز بالمال و أتصدق به؟
5_ في سنة 2013 اعتمرت وفي سنة 2018 ذهبت للحج وقبل ذهابي للجح اكتشفت أنني كنت امارس العادة السرية (فقط بالتفكير و أشك في نزول المني) فبدأت أشك في صحت عمرة سنة 2013. فقمت بإرسال رسالة إلا موقع إيلام ويب وقلت لهم أنني أشك في أنني طفت لعمرة سابقة وأنا جنب وانوي أن أقوم بحج تمتع هذا العام فماذا علي أن أفعل، فقالو لي أنه إذا فقط كنت شاكة فعمرتي صحيحة أما إذا تيقنت من نزول المني فأنا أكون لا زلت على إحرامي السابق وأن العمرة التي سأقوم بها في سنة 2018 هي ليست عمرة جديدة  وأن حجي سيكون حج إفراد. بما أنه كنت قد قرأت الكثير من الفتاوى حول طواف الانسان وهو جنب وانه لا زال على إحرامه الاول ويجب عليه العودة للتحلل قلت في نفسي بما أنه أتيحت لي فرصة الرجوع إلى مكة وأنا أشك في عمرتي فسأنوي انني طفت وأنا جنب والعمرة التي يأقوم بها قبل الحج(2018) سأتحلل بها و سيمضي كل شيء بخير. وهذا ما فعلته إلا أنه عندما وصلنا للميقات للإحرام لعمرة 2018 بدأت أرتجف وأقول ماذا إذا كانت عمرة 2013 صحيحة في هذه الحالة لا يمكنني أن أتجاوز الميقات دون إحرام. فأحرمت لعمرة 2018 من الميقات وقلت في نفسي إذا كانت العمرة السابقة صحيحة  فانا أحرمت من الميقات و حجي حج تمتع وإذا كانت عمرتي السابقة خاطئة فهذا إرداف إحرام على إحرام (مع أنني أعلم أن هذا الأمر لا يجوز) و سيكون حجي حج إفراد و المهم انه سأتحلل من العمرة السابقة. ما أريد قوله هو أنه بسبب شكي قمت بحل كما نقول عصفورين بحجر واحد قمت  بحل لم ينصحني به أحد حل من عند نفسي، فأنا كنت تائهة ولم أستطع إخبار أحد ولم أتق أيضا في الموقع الذي استفتيته فانا لم أعلم من أفتاني.
المهم مر الحج بسلام و الحمد لله وقمت بالهدي و الحمد لله لكن مؤخرا عندما بدأت أراجع نفسي بدأت أتيقن أن عمرة 2013 صحيحة فانا اغتسلت للإحرام قبل الإحرام من الميقات كما أنني أشك في نزول المني جراء تفكيري في الجماع كما أنني أتذكر انني لم أقم بالعادة السرية عندما كنت في العمرة….و الله رأسي بدأ يؤلمني لم أعد أعرف ماذا أفعل هل أعتبر عمرتي الأولي خاطئة وأكفر عن محظورات الإحرام التي ارتكبتها؟ أم أعتبرها صحيحة ؟
و الله تعبت من الوساوس لهذا أريد نسيان هذا الماضي الذي كرهته حتى انني أخاف ان أموت قريبا كيف أقوم أمام الله عز وجل بهذه الذنوب فأنا اريد أن أعبد الله كما أمرني وأريد أن أريه أنني صادقة في توبتي حتى انني لا أصدق أنني ارتكبت هذه الذنوب و كيف كنت غافلة….هذا فقط ما أتذكر وما خفي كان أعظم والله أعلم
6_كلما ذكرت الله إلا و يحرف في داخلي الكلام على شكل سب، و كلما حاولت دفعه إلا و يتكرر مرار، علمت أنها من الشيطان و علاجها يكون بالتعوذ و عدم الاسترسال معها، لكن دون جدوى. فذات يوم خطرت لي فكرة أن أحاول اللعب على نفسي فقمت بترديد أسماء الله تعالى كالمتكبر و المتعال كثيرا في نفسي لكي أوهمها أنها سب لأنه نحن البشر نسب و ننعت الشخص بالتكبر و التعالي، أنا أعرف أنها من أسماء الله الحسنى لكن لا أعرف معناها و اخترتها فقط لأوهم نفسي و عوض أن أكون أسب الله تعالى و العياذ بالله أكون في الحقيقة أذكر اسم من أسمائه. لكن دون جدوى. ورجعة للطريقة التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم. المشكلة الآن أنه في بعض الأحيان أندم و أقول ربما كنت بطريقتي أسب الله بأسمائه رغم أنني لم أقصد ذلك كل ما كنت أريده هو دفع تلك الوساوس و تغييرها، فهل أنا آثمة في ذلك؟
7_أعاني من فقاعات في منطقة الفرج لا أعرف مصدها هل من فتحة البول ام من المهبل لكن متاكدة مائة بالمائة أنها ليست من الدبر، هذه الفقاعات نادرا ما تكون طوال اليوم، فهي تكثر فقط أثناء الصلاة، وعندما أقطع الصلاة وأعيد الوضوء تعود للخروج من جديد، فبحثت عن هذا الامر في الفتاوى الموجودة في النت وأخذت بقول أنه يجب أن أتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها وأصلي و لا أهتم إن خرجت الفقاعات أم لا، لكن عندي إشكال صغير هو أنه بعد صلاة الصبح أجلس أذكر الله و أقرأ القرآن إلى أن تطلع الشمس بمقدار رمح وأصلي الضحى بالنسبة لصلاة الضحى هل أعيد لها الوضوء أم يكفيني الوضوء الأول لصلاة الصبح؟
جزاك الله خير الجزاء وأتمنى أن تجيبني على جميع أسئلتي و أن لا تعتبرني شريرة  فحتى انا لا أعرف كيف إقترت هذه الأخطاء و أطلب من الله أن يتوب علي و ان يهديني الصراط المستقيم و أن يوقني لما يحبه و يرضاه.

 

الجواب: 

الى الأخت السائله تفكيرك وتحسرك مما سبق منك مما ذكرتيه في رسالتك يدل على ايمانك بالله وشعورك بوجود الله وانه تعالى مع عباده وانه غفور رحيم تواب لمن تاب وكان صادقا في توبته نصوحا فيها فعليك ايتها السائله بالندم على مامضى منك من خطايا ومخالفات في الصلاه والصوم والمخالفات في الحج والعمرة والفسق في الحصول على أموال بغير حق. ولكن الله تعالى يغفر الذنوب جميعا اذا كانت التوبة صادقه وذلك بالاقلاع عن الخطايا والندم على فعلها والعزم على عدم العودة اليها وفتح صفحة جديدة في التعامل مع رب العالمين. وماسبق اصرفي النظر عنه والله تواب غفور رحيم لمن صدق مع ربه الايمان به والله المستعان.

عبد الله بن سليمان بن محمد المنيع. درس دراسته الأولية في مدرسة شقراء الابتدائية سنة1365 هـ وبعد ذلك مارس التجارة في الأحساء ثم التحق بالسلك التعليمي مدرساً في المدرسة الابتدائية في شقراء ثم التحق بالمعهد العلمي الذي هو الركيزة الأولى لجامعة الإمام محمد بن سعود ثم واصل دراسته حتى حصل على الشهادة الجامعية من جامعة الإمام محمد بن سعود سنة 1377 هـ.
  • 69
  • 1٬177
  • 1٬085٬521