السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اما بعد: في الآونة الأخيرة حصل جدل كبير بين تحليل وتحريم القروض المدعومة المقدمة للشباب البطال والمعروفة ب إنساج او ANSEJ (الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب) وهو عبارة عن قرض لدعم مشروع معين تكون نسبة الفائدة الربوية 1% والجميع اجمع على انه حرام. ثم أقدمت الحكومة بقرار يقتضي ان المستفيد يأخذ القرض بدون فائدة. لكن هذه الفائدة لا تلغي وانما تقوم الدولة بتسديدها بدلا من المستفيد. وأسفر هذا القرار عن اختلاف بين المفتين بالتحليل والتحريم. 1- اما من حرمها: الشيخ محمد علي فركوس، من جهته حرم ؛Amp;quot& القروض الربوية التي تتكفل الدولة بتسديد فوائدها ؛amp;quot& موضحا ان ؛Amp;quot& القرض لا يفقد صفقه ربوية اذا قام غير المقترض بتسديده، سواء كان المتكفل بالتسديد شخصا طبيعيا كأحد اقاربه او شخصا معنويا اعتباريا كإحدى الهيئات الإدارية او المؤسسات الحكومية، لان الفائدة الربوية اشترطت عند عقد القرض، فهي تندرج ضمن قاعدة ؛Amp;quot& كل قرض جر منفعة فهو ربا ؛Amp;quot& بغض النظر عن مسدده ؛Amp;quot& وفي فتوى نشرت على موقعه اكد الشيخ فركوس، بأن ؛Amp;quot& الاعانة المالية متمثلة في قرض من البنك يمنح للمستفيد، تتكفل الدولة بتسديد الفوائد الربوية المترتبة عن القرض الممنوح، ففي هذه الحالة يحرم على هذا التعامل، لاشتماله على الربا المحرم بالنصوص الشرعية، إذا لا يخرج القرض عن كونه ربويا في الأصل، بغض النظر عن مسدده سواء المستفيد او غيره، للنصوص الوعيديه الوارده في هذا التعامل ؛Amp;quot& وفي اتجاه مغاير اكد الشيخ الطاهر عامر، بأن الخطوة الأخيرة من الدولة هي بمثابة ؛Amp;quot& إسقاط شبهة الربا عن المستفيدين ؛Amp;quot&إلا أن Amp;quot& صفة الربا ؛Amp;quot& لا تسقط عن العقد، ليبقى إثمه ووزره فقط على الدولة ؛Amp;quot& التي تدفعه للبنوك لا على المستفيدين 2- يذهب رئيس لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى الشيخ، محمد شريف قاهر الى جواز قروض الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب ؛Amp;quot& لو نساج ؛Amp;quot& مؤكدا بالقول ؛Amp;quot& لو تقفينا اثار الربا لحرمنا على أنفسنا الاكل والملبس ورواتبنا.. اننا نبارك خطوة الحكومة الغاء الربا أطمئن الشباب ان قروض ؛Amp;quot& لو نساج حلال ؛Amp;quot& بمجرد ان الغي رئيس الحكومة نسبة الواحد بالمائة ظهر جدل فقهي بين مؤكد بانها ربا وبين محلل لها فماذا تفتون؟ في البداية ابارك الخطوة التي قامت بها الحكومة، والتي لطالما صرحنا بضرورة إلغاء الفوائد الربوية، بل اننا تمنينا لو انهم استفتونا قبل قرار ادراج القروض حتى نزيل اللبس عليها، فالكثير من الشباب تجنب قروض لو نساج ؛Amp;quot& حتى لا يقع في الحرام، واليوم نبارك هذه الخطوة ونقول ان شبهة الربا ؛Amp;quot& ازيلت عنها ونطمئن شبابنا ونقول لهم اعملوا. لكن القرار اثار جدلا واسعا فبعض العلماء والمشايخ قالوا بأن القرض الربوي لا يفقد صفته الربوية إذا قامت جهات أخرى بتسديده فما هو الحكم إذن؟ هذه مسالة لا غبار عليها، فالشاب الذي يتجه الى وكالة دعم وتشغيل الشباب سيقوم باستدانة مبلغ معين من المال ولنقل 100مليون، ويكون العقد المبرم على ان يرجع هذا القرض 100مليون بعد مدة زمنية، اين إذن هي الفائدة الربوية، فلماذا نحمل ما تسدده الحكومة او الدولة للبنوك على عاتق الشاب، دعوا الشباب يعمل. يستند دعاة محرمو قروض لو نساج ؛Amp;quot& الى قاعدة ؛Amp;quot& كل قرض جر منفعة فهو ربا ؛Amp;quot& فإلى ماذا تستندون في تحليل قروض لو نساج ؛Amp;quot& بعد إسقاط الفائدة؟ لو تقفينا آثار الربا، لحرمنا رواتبنا التي تدفع لنا من البنوك التي تتعامل بالربا، لحرمنا أكلنا وملبسنا مادام ان البترول، يقيم بالدولار الذي مصدره البنوك الربوية العالمية، والاقتصاد العالمي المبني على التعاملات الربوية، فإذا أرادت الحكومة أن تسقط نسبة الفائدة واحد بالمائة لماذا نأت نحن العلماء ونحرم ما تسدده الحكومة للبنوك، اليس كليهما واحد فالبنوك التي تمنح القروض هي جزائرية والدولة التي تسدد القروض هي الجزائر، والشاب الذي يأخذ القرض، هو جزائري، لكنه يأخذه بلا ربا، ويعيده بلا ربا، فلماذا نحرم عليه القرض وأين هي المنفعة؟ معنى هذا انكم تطمئنون الشباب بجواز قروض بعد اسقاط الفائدة؟ انا اقولها، اطمئنوا يا شباب شمروا على اياديكم واعملوا قروض ؛Amp;quot& لو نساج ؛Amp;quot& ليست حراما، فما تأخذونه من مبالغ ستعيدونه بنفس القيمة فأين هو الربا اطمئنوا لماذا اعتقادكم لم تلجأ الحكومة الى مجلس الإفتاء وازالت هذا اللبس حتى يستفيد الشباب من ؛Amp;quot&مشاريع لونساج ؛Amp;quot& ان الكثير من الشباب رغم أوضاعهم الاجتماعية المزرية رفضوا سابقا التوجه الى مشاريع ؛Amp;quot& لو نساج مخافة الوقوع في الحرمة، ونحن نتأسف لعدم استشارتنا في هذه المسائل الجوهرية التي تهم المجتمع ككل. واليوم بعد ان اتخذت الحكومة على عاتقها مسؤولية الغاء نسبة الواحد بالمائة فقد أصبح يجوز للشباب اخذ مشاريع لو نساج ؛Amp;quot& وهي فرصة للشباب الميؤوس والذي ليس له عملا ليحسن مصدر رزقه بالحلال، ولا ننسى ان هناك قاعدة يسر في ديننا، فالله سبحانه وتعالى قال ؛Amp;quot& فمن اظطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه ؛Amp;quot& كان يكون الانسان من دون عمل وضاقت عله كل أبواب الدنيا فلا بأس أن يلجأ للقروض ليحسن معيشته ويفرج عن حاله، واليوم أصبحت هذه القروض بلا فائدة فلا حرج في ذلك. وعلى هذا أتوجه الى فضيلة الشيخ لتوضيح الأمور أكثر وبارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الجواب الحمد الله:
لا شك ان الحرام حرام سواء اكان مصدره القطاع الخاص ام القطاع العام والربا لا يتغير من جهة. فإذا كان المواطن يتقدم الى مؤسسة ماله بطلب فرصة ربوي وتتحمل جهة أخرى فائدة هذا القرض فهذا تعاون بين المقترض ومتحمل فائدة القرض على الاثم والعدوان. فالدولة آثمة باقتراضها للمواطن قرضا ربويا والمواطن آثم باعتباره سببا لان تقترض له الدولة قرضا ربويا تقوم الدولة بسداده وتحمل فائدته. ويظهر لي ان القول الذي قاله الشيخ محمد علي فركوس قول صحيح بجرمة هذه المعاملة الربوية. والاحتجاج بالضرورة لا يجوز في هذه المسألة فليست هناك ضرورة تصل الى الهلاك إلا بتناول قرض ربوي والله اعلم.